#22
|
||||
|
||||
![]() الـدرس العشرون مـن كتــاب المختصــر في النحــو بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين . مرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الدورة العلمية المباركة . وهذا هو الدرس العشرون والأخير من دروس النحو من كتاب المختصر في النحو‹ وفي هذا الدرس نتعرف إن شاء الله تعالى على:: حروف الجر . والمضاف إليه . قال المؤلف عفا الله عنه : النوع الثاني والعشرون 《 حروف الجر 》 وفيه أربع مسائل : المسألة الأولى : ما هي حروف الجر ؟ قال : حروف الجر أربعة عشر وهي : مِن . إلى . عن . على . في . رُبَّ . الباء . الكاف . اللام . مُذْ . مُنذُ . و حروف القَسَم وهي : الواو . الباء . التاء . وإذا وقع بعد : [ مذ ، ومنذ ] فعل ، أو كان الاسم الذي بعدهما مرفوعا ، فهما اسمان . المسألة الثانية : ما إعراب حروف الجر والاسم الذي بعدها ؟ قال : حروف الجر تعرب حرف جر مبنيا لا محل له من الإعراب . والاسم المذكور بعدها يعرب : اسما مجرورا بالكسرة إذا كان مفردا أو جمع تكسير أو جمع مؤنث سالما . وبالفتحة إذا كان ممنوعا من الصرف . وبالياء إذا كان : مثنى أو جمع مذكر سالم أو من الأسماء الخمسة . ومن ذلك تقول :.( سافرتُ مِن مكةَ ) فهنا ( مِنْ ) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و( مكةَ ) اسم مجرور بالفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف . ومن ذلك أيضا قولك : ( رجعتُ إلى الشيخَيْنِ ) ( إلى ) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( الشيخين ) اسم مجرور بالياء نيابة عن الكسرة ، لأنه مثنى . من ذلك أيضا قولك : ( جلستُ على المكتبِ ) ( على ) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( المكتب ) اسم مجرور بالكسرة الظاهرة . ومن ذلك أيضا قولك : ( رُبَّ مهملِينَ ينجحون ) ف( رُبَّ ) حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . و ( مهملين ) اسم مجرور بالياء نيابة عن الكسرة ، لأنه جمع مذكر سالم . ومن ذلك أيضا قولك : ( أنتما كالبحرِ ) ( الكاف ) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( البحرِ ) اسم مجرور بالكسرة الظاهرة . ومن ذلك أيضا قولك : ( وَاللهِ لأجتهدَنَّ ) ( الواو ) حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . و ( اللهِ ) اسم الجلالة اسم مجرور بالكسرة الظاهرة . المسألة الثالثة : اذكر بعض معاني حروف الجر ، مع ذكر مثال على ما تقول : أما ( مِن ) فمعناها : الابتداء . ومن ذلك قولك : ( سافرتُ من مكة ) أي ابتدأت سفري من مكة . و أما ( إلى ) فمعناها : الانتهاء . ومن ذلك قولك : ( رجعتُ إلى البيتِ ) فالمعنى هنا انتهيت إلى البيت . وأما ( عَنْ ) فمعناها : المجاوزة . ومن ذلك قولك : ( رضي الله عن الصحابة ) وأما ( على ) فمعناها : العلو . تقول : ( جلست على الكرسِيِّ ) وأما ( في ) فمعناها : الظرفية . تقول : ( وضعت الكتاب في المكتبة ) وأما ( رب ) فمعناها : التقليل أو التكثير . أي قد تفيد التقليل وقد تفيد التكثير . ومن ذلك قولك :( رُبَّ مؤمنٍ ينجحُ ) . يعني قليل من المؤمنين من ينجحون . وأما ( الباء ) فمعناها : التعدية . تقول : ( مررتُ بزيدٍ ) . أي تعديته . و أما ( الكاف ) فمعناها : التشبيه . تقول : ( أنت كالبحرِ ) . أي تشبه البحر في العطاء والجود . و أما ( اللام ) فمعناها : الملكية . تقول : ( البيتُ لعمروٍ ) . أي يملكه عمرو . أما ( مُذ ) فمعناها : من أو في . تقول مثلا : ( ما ذاكرت مُذ أسبوع ) . أي من أسبوع . وتقول : ( ما ذاكرتُ مُذ يومِنا ) . أي في يومنا . وأما ( منذ ) فمعناها : من أو في . تقول : ( ما حضرت مُنذُ يومٍ ) . أي من يوم . و تقول : ( جئت منذ يومِنا ) . أي في يومنا . وأما : ( واو القسم وباء القسم وتاء القسم ) فهذه الثلاثة تفيد القسم . ومن ذلك قولك : ( واللهِ لأجتهدن ) ، ( باللهِ لتأكلَنّ ) ، ( تاللهِ لأذهبَن ) المسألة الرابعة : حروف الجر قسمان ، وضح ذلك مع ذكر مثال على ما تقول : تنقسم حروف الجر قسمين وهما : القسم الأول : حروف تجر الاسم الظاهر والضمير ، وهي ثمانية : من وإلى وعن وعلى وفي والباء واللام وباء القسم . ويعرب الضمير ضميرًا مبنيا في محل جر اسم مجرور . ومن الأمثلة على ذلك تقول في ( من ) : ( جئت مِنَ القاهرةِ ) . فالاسم المجرور هنا اسم ظاهر . وتقول : ( مِنكُمُ المُحسنون ) فهنا الاسم المجرور ( ضمير ) وهو : الكاف . وتقول في ( إلى ) : ( ذهبت إلى المسجد ) فهنا المسجد اسم مجرور ظاهر . وتقول : ( ذهبتُ إليهم ) فالاسم المجرور هنا ( الهاء ) وهو ضمير . تقول في ( عن ) : ( رضي الله عن الصحابة ) وتقول : ( لنذهبنَّ عنكم ) وتقول في ( على ) : ( صعدت على المنبر ) ( وصعد عليها ) وتقول في ( في ) : ( دخلت في البيت ) ( ودخل فيهم ) وتقول في ( الباء ) : ( مررت ببكرٍ ) ( ومررت بهم ) وتقول في ( اللام ) : ( الكتاب لإبراهيمَ ) ( الكتاب لهم ) وتقول في ( باء القسم ) : ( بالله لتجتهد ) ( وبك لأكرمن المجتهد ) أما القسم الثاني : فحروف تجر الاسم الظاهر فقط وهي ستة : رب والكاف و واو القسم وتاء القسم ومذ ومنذ . يعني هذه الحروف لا تجر الضمير مطلقا . من ذلك قولك في ( رب ) : ( رُبَّ غائبٍ حاضرٌ ) وتقول في ( الكاف ) : ( محمد كأحمد في الكرم ) وتقول في ( مذ ) : ( ما تكلمت مذ أمس ) وتقول في ( منذ ) : ( جئت منذ اليوم ) وتقول في ( واو القسم ) : ( والله لأطلبن العلم ) وتقول في ( تاء القسم ) : ( تالله لنكرمن ضيوفنا ) ثم قال المصنف عفا الله عنه : النوع الثالث والعشرون : 《 المضاف إليه 》 وفيه مسألتان : المسألة الأولى : ما هو المضاف إليه ؟ وما إعرابه ؟ قال : المضاف إليه هو : الاسم المجرور الذي ينسب إلى اسم قبله . ويعرب : مضافًا إليه مجرورا بالكسرة ، إذا كان : مفردا ، أو جمع تكسير ، أو جمعا مؤنثا سالما . وبالفتحة إذا كان ممنوعا من الصرف . وبالياء إذا كان : مثنى أو جمعا مذكرا سالما أو من الأسماء الخمسة . المسألة الثانية : ما هي أنواع الإضافة في المضاف إليه ؟ قال : أنواع الإضافة في المضاف إليه ثلاثة : النوع الأول : أن تكون الإضافة فيه بمعنى : ( من ) ذلك إذا كان المضاف جزءا أو بعضا من المضاف إليه . من ذلك قولك : ( باب حديد ) . فهنا الإضافة بمعنى : ( من ) لماذا ؟ لأن تقدير الكلام ( باب من حديد ) ومن ذلك أيضا قولك : ( ثوبُ حريرٍ ) الإضافة هنا بمعنى : ( من ) . لأن تقدير الكلام : ( ثوبٌ مِن حريرٍ ) ومن ذلك أيضا قولك : ( خاتم ذهب ) . الإضافة هنا بمعنى : ( من ) لماذا ؟ لأن تقدير الكلام : ( خاتم من ذهب ) ففي هذه الأمثلة الثلاثة : المضاف جزء من المضاف إليه . فالباب جزء من الحديد ، والثوب جزء من الحرير ، والخاتم جزء من الذهب . النوع الثاني : أن تكون الإضافة فيه بمعنى : ( في ) وذلك إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف . ومن ذلك قولك : ( حر الظهيرة ) الإضافة هنا بمعنى : ( في ). لأن تقدير الكلام : ( حَرٌ في الظهيرة ) ومن ذلك أيضا قولك : ( برد الليل ) الإضافة هنا بمعنى : ( في ) ، لأن تقدير الكلام : ( برد في الليل ) ففي هذين المثالين المضاف إليه ظرفا للمضاف . فالظهيرة ظرف للحر ، والليل ظرف للبرد . النوع الثالث : أن تكون الإضافة فيه بمعنى : ( اللام ) وذلك إذا لم يكن المضاف جزءًا من المضاف إليه ولم يكن المضاف إليه ظرفا للمضاف . ومن ذلك قولك : ( كتاب زيد ) . هنا الإضافة بمعنى : ( اللام ) لماذا ؟ لأن تقدير الكلام : ( كتاب لزيد ) ومن ذلك أيضا قولك : ( سجاد المسجد ) هنا الإضافة بمعنى : ( اللام ) . لأن تقدير الكلام : ( سجاد بالمسجد ) ومن ذلك أيضا قولك : ( حمد الله ) فالإضافة هنا بمعنى : ( اللام ) لأن تقدير الكلام : ( حمد لله ) فهنا في هذه الأمثلة الثلاثة المضاف ليس جزءا من المضاف إليه . والمضاف إليه ليس ظرفا للمضاف . فالكتاب ملك لزيد . والسجاد مختص للمسجد . والحمد مستحق لله تعالى . أسئــلة الــدرس الســؤال الأول : عين الاسم المجرور وأعربه فيما يلي : قوله تعالى : {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ } قوله تعالى : { سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ } قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الســـؤال الثــاني : عين المضاف والمضاف إليه ، وبين نوع الإضافة فيما يلي : رأيت ثوب كتان . اشتريت خاتم فضة . لا تدع ذكر الله كلام الله حقيقي . غسلت باب المسجد . الســــؤال الثــالث : أعرب الجمل الاتية : اجلس على الحصير . رضي الله عنهم . ذهب عبد الله إلى المسجد . أحب دراسة النحو والفقه . علم النحو سهل . وبهذا نكون بفضل الله تعالى انتهينا من دراسة هذا الكتاب《 المختصر في النحو 》 من أراد أن يتقن هذا الكتاب فعليه أن يسمع الدروس الصوتية مرارا وتكرارا ويقرأ الكتاب قراءة جيدة ويجيب عن التدريبات التي بعد نهاية كل درس . فإذا فعل ذلك سيجد النحو سهلًا ميسورًا إن شاء الله تعالى . فالنحو يحتاج دربة وتدريب ، لا يمكن استيعابه في أيام معدودة . هذا وأسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يتعلمون العلم ابتغاء مرضاته ، وأن يثبت قلوبنا على الإيمان ، وأن يباعد بيننا وبين خطايانا كما باعد بين المشرق والمغرب وصــل اللهــم وســلم و بـارك على نبيــنا محمــد ، والسـلام عليكــم ورحمــة اللـــه وبـركــاته .
__________________
|
|
|