#13
|
||||
|
||||
![]() الفرق بين الديانة والورع فقد نحب الإنسان لورعِهِ وتقواه وصلاحه وعبادته ، فيترتب عليه أن نقبلَ منه كلَّ ما يقول ، وهذا خطأ ، لأن أهلَ التحري هؤلاء قومٌ كأن اللهَ خلقهم للتحري وللتثبت هـذه الكلمات ذكرتني بمقطع صوتي للشيخ العثيمين نبه فيه على مسألة هامة جدًّا عند استقاء المعلومة وضابط هام لهذه العبارة : فيترتب عليه أن نقبلَ منه كلَّ ما يقول أحد محبي الشيخ يلقي قصيدة في حضور الشيخ العثيمين فبدأ هذا الأخ الكريم في الكلام فقال : يا أمتي إن هذا الليل يعقبه فجرٌ وأنوار في الأرض تنتشر والخير مرتقب والفتح منتظر وبصحوة بارك الباري مسيرتها بقية ما بها شوبٌ ولا كدرُ ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا بمثله يُرجى التأييد والظَّفَرُ . ولن أقدم لهذا المقطع أكثر من ذلك ولكن أترككم مع تفريغ المقطع الصوتي للشيخ العثيمين : التفريغ قريب جدًّا مـن النقل الحرفي لكلام الشيخ إلا النزر القليل من التصرف لبعض العبارات ،ويرجع للمقطع الصوتي . فأوقف الشيخ العثيمين القارئ وقال بانفعال : أنا لا أوافق علـى هذا ، لا أوافق ، لأنني لا أريد أن يُرْبَطُ الحقُ بالأشخاص فكل شخص يفنى ، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص هذا معناه ، إذا مات قد ييأس الناس فأقول : تُبَدِّل البيتَ بأن تقول : ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هذا طيب . فقال القارئ : ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله ابن العثيمين فقيه . فأوقف الشيخ العثيمين القارئ وقال بانفعال : لا يا شيخ ! أنا أنصحكم الآن وبعد الآن ، أن لا تجعلوا الحق مربوطًا بالرجال ، فالرجال أولاً يَضِلُّون ، حتى ابن مسعود يقول "من كان مستنًّا ، فليستن بمن مات ، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة " فيمكن للإنسان أن يغتر بنفسه أعوذ بالله من ذلك ، ويسلك طرقًا غير صحيحة ولذلك أنا أنصحكم الآن أن لا تجعلوا الحق مقيدًا بالرجال . الرجل : أولاً : لا يأمن الذلل والفتنة . وثانيًا : أنه سيموت ، لا أحد يبقى ، قال تعالى " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ " .سورة الأنبياء / آية : 34 . وثالثًا : إن بني آدم بشر ، ربما يغتر إذا رأى الناس يبجلونه ويكرمونه ، ويقفون حوله ربما يغتر ويظن أنه معصوم ، ويدعي لنفسه العِصمة ، وأن كل شيء يفعله فهو الحق، وكل طريق يسلكه فهو مشروع ، يحصل بذلك الهلاك ، لذلك امتدح رجل رجلاً عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : " ويحك ، قطعتَ عنق صاحبك " . أنا أشكر الأخ مقدمًا ، وإن لم أسمع ما يقوله فيَّ ، على ما يبديه من الشعور نحوي ، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه وأكثر . ا . هـ . كل منا يتأمل ويستخلص من كلام الشيخ ـ رحمه الله ـ الخير الكثير والمنهج القويم . |
|
|