العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى المواسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2017, 02:13 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,382
Arrow

من فوائد الذكر
وفي الذكر نحو من مائة فائدة.
إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.
السادسة: أنه ينور الوجه والقلب.
السابعة: أنه يجلب الرزق. الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه.
الثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152].
السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب.
السابعة عشرة: أنه قوة القلب والروح.
الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعا لى.
الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.
الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى.
الرابعة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
الخامسة والعشرون: أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.
السابعة والعشرون: أنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة.
الثامنة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
الثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
الحادية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده.
الثانـية والثلاثون: أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
الثالثة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
الرابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.
الخامسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.
السادسة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
السابعة والثلاثون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سباته. الثامنة والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
التا سعة والثلاثون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتو فيق.
الأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.
الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.
الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.
السادسة والأربعون: أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.
السابعة والأربعون: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.
الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
الحادية والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.
الثانية والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.
الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
الرابعة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
الخامسة والخمسون: أن الذاكرين الله كثيراً هم السابقون من بين عمال الآخرة.
السادسة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين.
السابعة والخمسون: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
الثامنة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.
الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.
الثالثة والستون: أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
الرابعة والستون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيراً لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.ذكر الله -فضله وفوائده ابن القيم الجوزية
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2017, 02:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,382
Arrow

الخوف من الله
قال تعالى " وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ " سورة الرعد 21 .

المتأمل في هذه الآية الكريمة يجد فروقًا دلالية بين الخشية والخوف .الخشية هي الخوف المقرون بالعلم.
قال الشيخ العثيمين-رحمه الله في شرح رياض الصالحين - أداب المجلس و الجليس-

"...والخشية هي الخوف المقرون بالعلم لقول الله تبارك وتعالى" إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ."
فالخشية هي خوف الله عز وجل المقرون بالهيبة والتعظيم ولا يصدر ذلك إلا من عالم بالله .
وأما الخوف فهو خوف مجرد ذعر يحصل للإنسان ولو بلا علم، ولهذا قد يخاف الإنسان من شيء يتوهمه، قد يرى في الليلة الظلماء شبحًا لا حقيقة له فيخاف منه، فهذا ذعر مبني على وهم، لكن الخشية تكون عن علم.

"الخشية" تكون لعظم المخشيّ؛ و"الخوف" لضعف الخائف وإن كان المخوف ليس بعظيم، فكل خشية خوف وليس كل خوف خشية ولهذا يخاف الإنسان من الأسد ولكنه لا يخشاه أما الله عز وجل فإن الإنسان يخاف منه ويخشاه قال الله تعالى"فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ " المائدة:44.
إن المؤمن في هذه الحياة لا غنى له عن أمرين؛ حتى يلقى الله - تعالى - الخوف والرجاء، فهو يحب ربه ويرجوه، ويخافه ويخشاه ولا يعصيه، وهما جناحان لا غنى للعبد عنهما، كجناحي الطائر إذا استويا، استوى الطير وتمَّ طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت.
"صنَع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيئًا فرخَّص فيه، فتَنَزَّه عنه قَومٌ، فبلَغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فخطَب فحمِد اللهَ ثم قال " ما بالُ أقوامٍ يتنَزَّهونَ عن الشيءِ أصنعُه، فواللهِ إني لأعلمُهم باللهِ، وأشدُّهم له خَشيَةً"الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6101 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-

"صَنَع" أي: عَمِل "النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم شيئًا فرخَّص فيه، فتنزَّه عنه قومٌ" أي: تَباعَدوا واحْترَزُوا عنه صِيانةً لدِينهم في ظنِّهم"فبَلَغ ذلك النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فخَطَب» الناسَ لِتَعُمَّ الفائدةُ "فحَمِد اللهَ تعالى، ثُمَّ قال: ما بَالُ أقوامٍ"، أي: ما حالُهم؟ ولم يُسمِّهم سَترًا عليهم وتأليفًا لهم، "يَتنَزَّهون عن الشَّيءِ أَصنَعُه؟!" فإنْ كان هذا منهم لأمرٍ شرعيٍّ «فواللهِ إنِّي لَأعلَمُهم بالله»؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم هو رسولُه والمخبِر عنه، «وأشدُّهم له»، أي: أكثرُهم لله " خَشْيَةً" والخَشيةُ: هي الخوفُ مع مع العِلم، فلمْ يَبْقَ لهم عُذرٌ في تَرْكِ ما صَنَع نَبِيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
في الحديثِ: رِفقُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأُمَّتِه، وعدَمُ مواجهتِه بالعِتابِ لِمَن يُعاتِبُه.
وفيه: خُطورةُ التنقُّصِ مِمَّا ثَبَت عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِعلًا وتركًا.
وفيه: أنَّ العِلمَ باللهِ والخشيةِ منه هي ما يُجنِّب المُسلِمَ الزَّلَلَ والضَّلالَ.الدرر السنية

ولقد جاء في السنة موقف من مواقف تعليم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأُمَّته عن هذين الأمرين؛ لكي يقف العبد عندهما ويجعلهما نُصْب عينيه، فلا يغفل عنهما؛ فعن أنس - رضي الله عنه"أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ فقالَ "كيفَ تجدُكَ" قالَ واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أرجو اللَّهَ وإنِّي أخافُ ذنوبي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ "لا يجتَمِعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطِنِ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَهُ ممَّا يخافُ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 983 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
وكلما زاد خوف العبد من ربِّه، زاد عمله، وقل عُجْبه، وقلت معصيته، وكلما قلَّ خوف العبد من ربِّه، نقص عمله، وزاد عجبه، وكثرت معصيته.
فالخوف صفة بارزة من صفات عباد الله الصالحين، لا غنى لهم عنها في مسيرهم إلى الله – تعالى - فتراهم يؤدون حقوق الله، وهم خائفون وجلون من عدم قبولها.فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
"سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن هذِهِ الآيةِ "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ " قالت عائشةُ : أَهُمُ الَّذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرِقونَ قالَ:" لا يا بنتَ الصِّدِّيقِ ، ولَكِنَّهمُ الَّذينَ يصومونَ ويصلُّونَ ويتصدَّقونَ ، وَهُم يخافونَ أن لا تُقبَلَ منهُم "أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 3175 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
*"خطَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطبةً ما سمِعتُ مثلَها قَطُّ قال " لو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لضَحِكتُم قليلًا ولبَكيتُم كثيرًا " . قال فغطَّى أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجوهَهم لهم خَنينٌ ، فقال رجلٌ : من أبي ؟ قال " فلانٌ " . فنزَلَتْ هذه الآيةُ " لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ " .الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 4621 - خلاصة حكم المحدث : صحيح

وفي الحديثِ: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهِ عليه وسلَّم أعظمُ النَّاس خَشيةً لربِّه؛ لأنَّ خَشيةَ اللهِ إنَّما تكونُ على مِقدارِ العِلمِ بِه، ولمَّا لم يَعلمْ أحدٌ كعِلمِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ، لم يَخشَ كخَشيتِه.
وفيه: فضلُ الصَّحابةِ وبُكاؤُهم عندَ موعظةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ لهم.
وفيه: النَّهيُ عن كَثرةِ السُّؤالِ وتَكلُّفِ ما لا يَعْنِي.الدرر السني

" لو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لضَحِكتُم قليلًا ولبَكيتُم كثيرًا " أي : لو أنكم علمتم ما أعلمه من عظمة الله عز وجل، وانتقامه ممن يعصيه، لطال بكاؤكم وحزنكم وخوفكم مما ينتظركم، ولما ضحكتم أصلاً، فالقليل هنا بمعنى المعدوم، وهو مفهوم من السياق.
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب

ولقد بلغ سلفنا الصالح مبلغًا عظيمًا في هذا الباب من شدة خوفهم من الله - تعالى -:
رُوي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "
لو نادى منادٍ من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلاً واحدًا، لخفت أن أكون أنا هو"؛ "التخويف من النار"؛ لابن رجب، ص :17. فانظروا لهذا الخليفة الراشد، وقد شهد له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالجنة يقول أنه يخاف ألا يكون من أهل الجنة، فماذا نقول نحن وقد قصرت بنا أعمالنا، وغلبت علينا الذنوب والمعاصي، ونحن نأمل دخول الجنة مع التقصير في العمل ومحبة طول الأمل.
ورُوي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: "
كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه، فقال لي: ضع رأسي، قال: فوضعته على الأرض، فقال: "ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي".
ورُوي أن أبا هريرة - رضي الله عنه -
بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: "أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقِلَّة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يُؤخذ بي". ونحن والله في أشد الحاجة لمثل هذا الكلام أن نستشعره في قلوبنا، فإذا كان هذا الصحابي الجليل وصاحب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والحافظ لكثير من أحاديثه، يقول هذا الكلام، فما نقول نحن وقد قلَّت طاعتنا، وكثرت ذنوبنا، فإلى الله المشتكى من أحوالنا.
ورُوي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال "
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالس في أصل جبل، يخشى أن ينقلب عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه، فقال به هكذا"، ولو نظر كل منَّا لنفسه وحاسبها، لوجد أنه يقع في كثير من المعاصي وهو لا يشعر، وهذا من الغفلة العظيمة عن محاسبة النفس.
ورُوي أن علي بن الحسين
كان إذا توضأ اصفرَّ وتغيَّر، فيقال: مالك؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟ فكيف به لو نظر لحال بعضنا الآن وهم داخلون إلى الصلاة في ضحك وسواليف، وانشغال بالدنيا! بل يدخل الواحد منَّا إلى الصلاة ويخرج، ولم يخشع قلبه أو تدمع عينه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" المؤمنون: 57 – 61.
وقيل "أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله - عزَّ وجلَّ - وكل قلب ليس فيه خوف، فهو قلب خرب".الألوكة
الخوف من الله وثمراته

هذه بعض الثمرات التي قد ينالها المرء من مخافة الله عز وجل . فمن ثمرات الخوف من الله :
-
يظله الله يوم لا ظل إلا ظله:

- " سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تعالى في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ : إمامٌ عدلٌ ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ ، ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ ، ورجلٌ دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ ، فقال : إني أخافُ اللهَ ، ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ ".الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 1423 - خلاصة حكم المحدث : صحيح

- سبب للنجاة من كل سوء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
-" ثلاثٌ كفَّاراتٌ ، و ثلاثٌ درجاتٌ ، و ثلاثٌ مُنجِياتٌ ، و ثلاثٌ مُهلِكاتٌ ؛ فأما الكفَّاراتُ ، فإسباغُ الوُضوءِ في السَّبَرَاتِ ، و انتِظارُ الصَّلاةِ بعد الصَّلاةِ ، و نقلُ الأقدامِ إلى الجَماعاتِ ، وأمَّا الدَّرجاتُ فإطعامُ الطعامِ ، وإفشاءُ السلامِ ، والصَّلاةُ باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ ، و أمَّا المنجِياتُ ، فالعَدلُ في الغَضبِ و الرِّضَا ، و القَصدُ في الفقرِ والغِنَى ، و خَشيةُ اللهِ في السِّرِّ و العَلانيةِ ، و أمَّا المهلِكاتُ ، فشُحٌّ مُطاعٌ ، و هوًى مُتَّبَعٌ ، و إعجابُ المرءِ بنَفسِه"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 453 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره.
"إسباغُ الوُضوءِ في السَّبَرَاتِ"والإسباغ: هو الإحسان وموافقة السنة. السَّبَرَاتِ أي المكاره, عندما يثقل الوضوء على العبد بسبب البرد, أو الكسل عنه, فإنه يعظم أجره, ولذلك صارت المحافظة على الوضوء لكل صلاة من علامات الإيمان, حتى لو كان المسلم على طهارة, لقوله صلى الله عليه وسلم"استَقيموا ولن تُحصوا واعلَموا أنَّ مِن أفضلِ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ ،ولا يحافظُ علَى الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ"الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 227 - خلاصة حكم المحدث : صحيح

"استَقيموا ولن تُحصوا"ولن تستطيعوا أن تحصوا ثواب الاستقامة .خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
"انتِظارُ الصَّلاةِ بعد الصَّلاةِ"، وذلك أن في انتظار الصلاة بعد الصلاة دلالة على تعلق قلب والمراد بها تعلق القلب بالصلاة والمسجد, كلما فرغ من فريضة تعلق قلبه بالتي بعدها, فتجده مشغولاً بهذه العبادة قلباوقالبا, فكره مشغول بها, وبدنه مشغول بأدائها, والمواظبة عليها.
-
ثناء الله عليهم:
قال تعالى "
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "السجدة:16-17.
ترتفع جنوب هؤلاء الذين يؤمنون بآيات الله عن فراش النوم, يتهجدون لربهم في صلاة الليل, يدعون ربهم خوفًا من العذاب وطمعًا في الثواب, ومما رزقناهم ينفقون في طاعة الله وفي سبيله.
التفسير الميسر
وقال تعالى"
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "الزمر9 .
-
حصول المغفرة الموجبة لدخول الجنة:
كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"
كان رجلٌ يُسْرِفُ على نفسِه ، فلمَّا حضَرَه الموتُ قال لبنيه : إذ أنا مِتُّ فأحرِقوني ، ثمَّ اطحَنوني ، ثمَّ ذُرُّوني في الرِّيحِ ، فواللهِ لئن قدَر عليَّ ربِّي ليُعَذِّبَنِّي عذابًا ما عذَّبه أحَدٌ ، فلمَّا مات فُعِلَ به ذلك ، فأمَر اللهُ الأرضَ فقال : اجمَعي ما فيك منه ، ففعَلَتْ ، فإذا هو قائمٌ ، فقال : ما حمَلَك على ما صنَعْتَ ؟ قال : يا ربِّ خشيتُك ، فغفَر له . وقال غيرُه : مخافتُك يا ربِّ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
-الصفحة أو الرقم: 3481 - خلاصة حكم المحدث :صحيح.
وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" يعجَبُ ربُّكم مِن راعي غنمٍ في رأسِ شظيَّةٍ بجبلٍ ، يؤذِّنُ بالصَّلاةِ ، ويصلِّي ، فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّنُ ، ويقيمُ الصَّلاةَ ، يخافُ منِّي ، قد غفَرتُ لعبدي وأدخلتُهُ الجنَّةَ"
الراوي : عقبة بن عامر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1203 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ومن أعظم فضائل الخوف: حصول الأمن في الآخرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم"
قال اللهُ عزَّ وجلَّ ، و عزَّتي لا أَجْمَعُ لعبدي أَمْنَيْنِ و لا خَوْفَيْنِ ، إنْ هو أَمِنَنِي في الدنيا أَخَفْتُهُ يومَ أَجْمَعُ فيهِ عبادِي ، و إنْ هو خَافَنِي في الدنيا أَمَّنْتُهُ يومَ أَجْمَعُ فيهِ عِبادِي" الراوي : شداد بن أوس - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 742 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
و الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-07-2017, 02:17 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,382
Arrow

لاَّ خَيْرَ فِي كَثِير مِّن نَّجْوَاهُمْ

"لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً "النساء 114
النفعُ لازمٌ ومتعدٍّ ..
فاللازم ما كان نفعه يخص صاحبه فحسب ، وقد يُعبر عنه بـ " النفع القاصر "
و
المتعدي ما يتعدى نفعُه للآخرين .
فالأول مثاله نافلة الصلاة ، والثاني مثاله نافلة الصدقة .
والنوع الثاني أحب إلى الله ، وأنفع لعباد الله .
ولذا يُقدّم ما لَه نفع متعدٍّ .
تأمل قوله تبارك وتعالى "
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ "
تأمل كيف قدّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله عز وجل رغم أهمية الإيمان ، فالإيمان نفعه لازم
لصاحبه ، وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنفعه متعدٍّ ، إذ هو بمثابة صمام الأمان لهذه الأمة ، وبه ينحسر مـدّ الفساد الذي يكون سببا لهلاك العباد وخراب البلاد
مع ما يُضاف إلى ذلك مِن سرّ تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله عز وجل : أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حماية للإيمان بالله وصيانة لأركان الإيمان
ثم تأمل قوله تعالى
"لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً "النساء114
لتعلم أن قضاء حاجات عباد الله - مما يقدر عليه المسلم - أحب إلى الله من اعتكاف المسلم في بيت من بيوت الله ، مع ما في الاعتكاف من إحياء الليل وقراءة القرآن والبعد عن الفتن ، ولكن مع ذلك فقضاء حاجات ذوي الحاجات أحب إلى الله من ذلك .
ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال

يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه ؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له ؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ"
الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2623 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره- الدرر السنية
. رواه الطبراني في الكبير ، والحديث في صحيح الجامع .
والمتأمل في هذا الحديث العظيم يرى أن هذه الأعمال مما يتعدى نفعُها إلى الآخرين .
فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
وأما أحب الأعمال إلى الله فـ :

سرور تدخله على قلب مسلم .
أو تكشف عنه كربة
أو تقضي عنه دَيناً
أو تطرد عنه جوعا
وقيامك مع أخيك في حاجته أفضل من الاعتكاف في مسجده عليه الصلاة والسلام شهراً .
وهذا إذا قمت معه ووقفت إلى جانبه سواء قُضِيت حاجته أو لم تُقض .
أما إذا قُضيت فـ :
من مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام .
والسعي على المحاويج من الضعفاء والمساكين كالمجاهد في سبيل الله .

قال عليه الصلاة والسلام
"السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ ، كالمُجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ ، أو القائمِ الليلَ والصائمِ النهارِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 5353 - خلاصة حكم المحدث صحيح- شرح الحديث- الدرر السنية
" ومعنى الساعي الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين " قاله ابن حجر .
وما ذلك إلا لتعدي نفعه إلى غيره ، خاصة من أصحاب الحاجات مِن الأرامل والمساكين .
مع الحرص على نفع الخَلْق معنويا ومادِّيّا ..
قال الشيخ السعدي في تفسيره : كثيرا ما يَجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن ؛ لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمَعْبُود ، والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عَبِيده . فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود ، وسَعْيه في نفع الخلق ، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه ، فلا إخلاص ولا إحسان . اهـ .
هل رأيتم أفضل من هذا ؟
وإنما بلغت هذه الأعمال هذه الرتبة لتعدي نفعها .
وهكذا يحرص الإسلام على التآخي والتكاتف ، وعلى نبذ الأنانية وحب الذات .
فالموفّق من وُفِّق للمبادرة لمثل هذه الأعمال .
وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول
:
ولو أنني أسعى لنفعي وجدتني = كثير التّواني للذي أنا طالِبه
ولكنني أسعى لأنفع صاحبي = وعار على الشبعان أن جاع صاحبه

ومع ذلك يجب أن لا ينسى المسلم نفسه في خضم ذلك فيكون كالشمعة التي تحترق ليستضيء الآخرون .
فلربما نسي الشخص نفسه في ظل البذل والتضحية في سبيل مثل هذه الأعمال .
ولكنه يوفِّق بين الأمرين ،
فلا ينسى نصيبه من العمل الصالح اللازم .
ول
ا ينسى أن يبذل من نفسه ووقته للآخرين .
والموفَّق من عرف خير الخيرين ، فعمِل به .
وعرف شرّ الشرّين فاجتنبه .
جعلني الله وإياكم ممن وُفِّق لفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:20 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر