|
#17
|
||||
|
||||
![]() الـدرس الخامس عشر مـن كتــاب المختصــر في النحــو بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين . مرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الدورة العلمية المباركة . وهذا هو الدرس الخامس عشر من دروس النحو من كتاب المختصر في النحو‹ وفي هذا الدرس نتعرف إن شاء الله تعالى على: النعت . والعطف . والتوكيد . والبدل . قال المصنف عفا الله عنه : النوع السابع : 《 النعت 》 وفيه خمس مسائل : المسألة الأولى : ما هو النعت ؟ النعت هو : وصف يوصف به ما قبله ويسمى بالصفة . المسألة الثانية : ما إعراب النعت ؟ قال : النعت يتبع المنعوت ، وهو الموصوف في : الرفع . والنصب . والجر . فإذا كان المنعوت مرفوعا جاء النعت مرفوعا . وإذا كان المنعوت منصوبا جاء النعت منصوبا . وإذا كان المنعوت مجرورا جاء النعت مجرورا . ومن ذلك قوله : جاءَ زيدٌ المجتهدُ . وأكرمتُ زيدًا المجتهدَ . ومررتُ بزيدٍ المجتهدِ . فهنا إذا تأملت كلمة : ( المجتهد ) في هذه الأمثلة الثلاثة وجدتها : مرة مرفوعة . ومرة منصوبة . ومرة مجرورة . لماذا ؟ لأنها نعت ، والنعت كما قلت يتبع المنعوت في : [ الرفع ، والنصب ، والجر ] فلما كان في المثال الأول المنعوت مرفوعا ، جاء النعت مرفوعا . ولما كان المنعوت في المثال الثاني منصوبا ، جاء النعت منصوبا . ولما كان المنعوت في المثال الثالث مجرورا ، جاء النعت مجرورا . وعند الإعراب تقول في المثال الأول : ( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتح . و ( زيدٌ ) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . و ( المجتهدُ ) نعت مرفوع بالضمة الظاهرة . وهكذا تقول في باقي الأمثلة . المسألة الثالثة : هل يتبع النعت المنعوت في تعريفه وتنكيره ؟ يعني إذا كان المنعوت معرفة ، فهل لا بد أن يكون النعت معرفة ؟ كذلك إذا كان المنعوت نكرة ، فهل لا بد أن يكون النعت نكرة كذلك ؟ قال : نعم . النعت يتبع المنعوت في تعريفه وتنكيره . فإذا كان المنعوت معرفة كان النعت معرفة . وإذا كان المنعوت نكرة كان النعت نكرة . كأن تقول : جاءَ الرجلُ الكريمُ . وجاءَ رجلٌ كريمٌ . فهنا إذا تأملت كلمتي ( الكريم ) في هذين المثالين وجدتهما : مرة معرفة . ومرة نكرة . المرة الأولى معرفة لأجل أن المنعوت وهو كلمة ( الرجل ) معرفة . في المرة الثانية نكرة لأجل أن المنعوت هو كلمة ( رجل ) نكرة . المسألة الرابعة : هل يتبع النعت المنعوت في تذكيره وتأنيثه ؟ قال : نعم . النعت يتبع المنعوت في تذكيره وتأنيثه . فإذا كان المنعوت مذكرا كان النعت مذكرا . وإذا كان المنعوت مؤنثا كان النعت مؤنثا . تقول : فازَ طالبٌ مجتهدٌ . وفازت طالبةٌ مجتهدةٌ . فهنا في المثال الأول النعت وهو : ( مجتهد ) مذكر . لماذا ؟ لأجل أن المنعوت مذكر . وفي المثال الثاني النعت وهو : ( مجتهدة ) مؤنث . لماذا ؟ لأجل أن المنعوت وهو : ( طالبة ) مؤنث . المسألة الخامسة : هل يتبع النعت المنعوت في [ إفراده ، وتثنيته ، وجمعه ] ؟ قال : نعم . النعت يتبع المنعوت في :[ إفراده ، وتثنيته ، وجمعه ] فإذا كان المنعوت مفردا كان النعت مفردا . وإذا كان المنعوت مثنى كان النعت مثنى . وإذا كان المنعوت جمعا كان النعت جمعا . ومن ذلك قولك : رأيتُ زيدًا البطلَ . ورأيتُ الزيدَيْنِ البَطلَيْنِ . ورأيتُ الرجالَ الأبطالَ . إذا تأملت النعت في المثال الأول وهو : ( البطل ) وجدته مفردا . لماذا ؟ لأجل أن المنعوت مفرد . إذا تأملت النعت في المثال الثاني وهو : ( البطلين ) وجدته مثنى . لماذا ؟ لأجل أن المنعوت وهو : ( الزيدين ) مثنى . وإذا تأملت النعت في المثال الثالث وهو : ( الأبطال ) وجدته جمعا . لماذا ؟ لأجل أن المنعوت وهو : ( الرجال ) جمع . إذن نستطيع أن نلخص درس النعت في أمرين : الأول : تعريفه .وهو وصف يوصف به ما قبله ويسمى بالصفة . الثاني : اتّباعُهُ للمنعوت . النعت يتبع منعوته وهو موصوف في : رفعه . ونصبه . وجره . وتعريفه . وتنكيره . وتذكيره . وتأنيثه . وإفراده . وتثنيته . وجمعه . وقد استثنى النُّحَاةُ أشياء قد ذكرتها في الكتاب يمكنك الرجوع إليها . ثم قال المصنف عفا الله عنه : النوع الثاني : 《 العطف 》 وفيه أربع مسائل : المسألة الأولى : ما هو العطف ؟ وما هي حروفه ؟ قال : العطف هو تابعٌ يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف . يعني يأتي بينه وبين متبوعه حرف من حروف العطف . وحروف العطف تسعة وهي [ الواو ، الفاء ، ثم ، أو ، أم ، بل ، لا ، لكن ، حتى ] . المسألة الثانية : ما هي معاني حروف العطف ؟ أما الواو : معناها مطلق الجمع . تقول مثلا : ( جاء زيدٌ وبكرٌ ) أي جاءا معا لا مزية لأحدهما على الآخر . وأما الفاء : معناها الترتيب والتعقيب . تقول : ( جاءَ زيدٌ فبكرٌ ) أي جاء عقبه بِلا مُهلة . أما ثم : فمعناها الترتيب مع التراخي . تقول : ( جاء زيدٌ ثم بكرٌ ) أي جاء بكر عقب زيد بمُهلةٍ . أما أو : فمعناها الشك أو التخيير أو الإباحة . تقول مثلا : ( جاء زيدٌ أو عمروٌ ) فهنا أشك ، هل جاء زيد أو عمرو ؟ تقول أيضا : ( تزوجْ هندًا أو أختَها ) فهنا أخيرك : تزوج هندًا أو أختها . تقول : اِشرَبْ ماءً أو لبنًا يعني أبيح لك هذا أو ذاك . وأما أم : فمعناها طلب التعيين بعد همزة الاستفهام . تقول : أكلتَ اللحمَ أم الخبزَ ؟ هنا يريد المتكلم من المخاطَب أن يعين له ما أكله اللحم أم الخبز . وأما بل : فمعناها إثبات الحكم لما بعدها ونفيه عما قبلها . ويشترط لها : ألا يسبقها استفهام . وأن يكون ما بعدها مفردًا . مثل : ( إذْ قامَ زيدٌ بلْ عمروٌ ) فهنا أثبت المتكلم القيام لعمرو ونفاه عن زيد . وأما لا : فمعناها نفي الحكم عما بعدها وإثباته لما قبلها . تقول : ( قام زيدٌ لا عمروٌ ) هنا أثبت المتكلم القيام لزيد ونفاه عن عمرو . وأما لكن : فمعناها تقرير حكم ما قبلها وإثبات ضده لما بعدها . ويشترط لها : أن يسبقها نفي . وألا تقترن بالواو . تقول : ( ما قام زيدٌ لكن عمروٌ ) هنا أثبت المتكلم القيام لعمرو ونفاه عن زيد . وأما حتى : فمعناها الغاية والتدريج في انقضاء الحكم . تقول : ( أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها ) أي تدرجت في أكلها حتى أكلت رأسها . وقد تأتي ( حتى ) حرف جر كما في قوله تعالى : " سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " فهنا في هذه الآية ( حتى ) حرف جر . المسألة الثالثة : ما هي أركان جملة العطف ؟ ما إعراب كل ركن ؟ جملة العطف تتكون من ثلاثة أركان : معطوف عليه . وحرف العطف . ومعطوف . أما المعطوف عليه : فيكون قبل حرف العطف . وأما حرف العطف فيأتي بين المعطوف عليه والمعطوف . وأما المعطوف فيأتي بعد حرف العطف . والمعطوف عليه يعرب حسب موقعه في الجملة . أما حرف العطف يعرب حرفا مبنيا لا محل له من الإعراب . وأما المعطوف فيتبع المعطوف عليه في : [ الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم ] فإذا كان المعطوف عليه مرفوعا كان المعطوف مرفوعا . وإذا كان المعطوف عليه منصوبا كان المعطوف منصوبا . وإذا كان المعطوف عليه مجرورا كان المعطوف مجرورا . وإذا كان المعطوف عليه مجزوما كان المعطوف مجزوما . ومن ذلك قولك : ( فازَ زيدٌ وعمروٌ ) فهنا ( زيدٌ ) هو المعطوف عليه . وحرف العطف هو : ( الواو ) و ( عمروٌ ) هو : المعطوف . و تقول مثلا : ( أشرب الماءَ أو العصيرَ ) فهنا ( الماء ) هو : المعطوف عليه . حرف العطف هو : ( أو ) . والمعطوف هو : ( العصير ) ومن ذلك أيضا قولك : ( اجتهد أحمدُ بل إبراهيمُ ) فهنا المعطوف عليه ( أحمدُ ) . وحرف العطف : ( بل ) . والمعطوف : ( إبراهيمُ ) . المسألة الرابعة : وضح إعراب المعطوف عليه بالأمثلة : تقول : ( أحبُّ اللبنَ أو اللحمَ ) عند الإعراب تقول : ( أحبُّ ) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : ( أنا ) . و ( اللبنَ ) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة . و ( أو ) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( اللحمَ ) معطوف على اللبن منصوب بالفتحة الظاهرة . و تقول أيضا : ( المسلمونَ عظماءُ لا الكفارُ ) فعند الإعراب تقول : ( المسلمون ) مبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ، لأنه جمع مذكر سالم . و ( النون ) عوض عن التنوين الحادث في الاسم المفرد : مسلم . ( عظماءُ ) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة . و ( لا ) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب . و ( الكفارُ ) معطوف على المسلمون مرفوع بالضمة الظاهرة . إذن نستطيع أن نلخص درس العطف في أربعة أمور : الأول : تعريفه . هو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف . الثاني : حروفه . الواو ، الفاء ، ثم ، أو ، أَمْ ، بل ، لا ، لكن ، حتى الثالث : أركانه . معطوف عليه . وحرف عطف . ومعطوف . الرابع : إعرابه . المعطوف يتبع المعطوف عليه في : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم ثم قال المصنف عفا الله عنه : النوع التاسع : 《 التوكيد 》 وفيه ثلاث مسائل : المسألة الأولى : ما هو التوكيد ؟ التوكيد هو : تابع يُذكر في الكلام لنفع ما قد يتوهمه السامع مما ليس مقصودا ، ويقال له : ( التأكيد ) المسألة الثانية : التوكيد ينقسم قسمين . وضح ذلك مع ذكر أمثلة على ما تقول : ينقسم التوكيد قسمين : القسم الأول : توكيد لفظي وهو تكرار الكلمة نفسها أو مرادفها سواء كان [ اسما ، أو فعلا ، أو حرفا ] ومن ذلك تقول : ( قامَ زيدٌ زيدٌ ) هنا ( زيدٌ ) الثانية توكيد وتقول : قامَ قامَ زيدٌ هنا : قامَ :الثانية توكيد ل: قامَ : الأولى . وتقول : لا لا عرفتُ الحقَّ فلا : الثانية توكيد ل( لا ) الأولى . هذه الأمثلة الثلاثة كررت الكلمة نفسها . و تقول أيضا : جاءَ حضرَ زيدٌ فهنا ( حضرَ ) توكيد لجاء . ولكن هنا لم تكرر الكلمة نفسها ولكن جيء بالمرادف . مرادف كلمة ( جاء ) : حضر . فهذا يسمى : بالتوكيد اللفظي . أما القسم الثاني فهو : التوكيد المعنوي . وهو رفع الشك عن المتبوع بلفظ مخصوص مثل : نفس ، عين ، كل ، جميع ، أجمع ، كِلا ، كلتا ويجب أن يتصل كل منها بضمير يطابق المؤكد . فإن كان المؤكد مفردا كان الضمير مفردا ، وكذلك لفظ التوكيد . تقول مثلا : جاءَ الطالبُ نفسُه . وحضرَ الطالبُ عينُه . أما إذا كان المؤكد مثنى كان الضمير مثنى . تقول : جاء الطالبان أنفُسُهُما . وحضر الأبوان أعيُنُهُما . وإذا كان المؤكد جمعا كان الضمير جمعا ، و كذلك لفظ التوكيد . تقول : جاء الرجال أنفُسُهُم . وحضر القوم أعيُنُهُم . فهنا التوكيد في هذه الأمثلة كلها هو : كلمة [ نفس ، أو عين ] وقد أضيف إليها ضمير يطابق المؤكد . فإذا كان المؤكد مفردا أُتِيَ بضمير مفرد . وإذا كان مثنى أُتيَ بضمير المثنى . وإذا كان جمعا أُتيَ بضمير الجمع . من ذلك أيضا تقول : جلسَ زيدٌ نفسُهُ . و تكلمَ الأميرُ عينُه . وجاءَ القومُ كلهُم . وفازَ المسلمون أجمعون . ونجح الطالبان كلاهما . ففي هذه الأمثله التوكيد هو : [ نفسه ، وعينه ، وكلهم ، وأجمعون ، وكلاهما ] ثم قال المسألة الثالثة : ما إعراب التوكيد ؟ قال التوكيد يتبع المؤكد في : الرفع . والنصب . والجر . فإذا كان المؤكد مرفوعا جاء التوكيد مرفوعا . وإذا كان المؤكد منصوبا جاء التوكيد منصوبا . وإذا كان المؤكد مجرورا جاء التوكيد مجرورا . ويعرب الضمير المتصل بلفظ التوكيد المعنوي : في محل جر مضاف إليه . تقول مثلا : جاءَ محمدٌ محمدٌ فمحمد : الثانية هذه تعرب : توكيدا لفظيا ، مرفوعا بالضمة الظاهرة . لماذا مرفوع بالضمة الظاهرة ؟ لأجل أن المؤكد مرفوع بالضمة . وتقول أيضا : ( أكرمتُ محمدًا محمدًا ) ( محمدًا ) الثانية هذه تعرب : توكيدا لفظيا منصوبا بالفتحة الظاهرة . وتقول : ( مررتُ بمحمدٍ محمدٍ ) ( فمحمدٍ ) الثانية تعرب : توكيدا لفظيا مجرورا بالكسرة الظاهرة . إذن متى كان المؤكد مرفوعا كان التوكيد مرفوعا . ومتى كان منصوبا كان التوكيد منصوبا . ومتى كان مجرورا كان التوكيد مجرورا . ومن الأمثلة أيضا تقول : جاءَ الأميرُ نفسُهُ . و رأيتُ الأميرَ نفسَهُ . وسلمتُ على الأميرِ نفسِهِ . فهنا كلمة : ( نفسه ) : في المثال الأول أتت مرفوعة لأجل أن المؤكد مرفوع . وأتت منصوبة في المثال الثاني لأجل أن المؤكد منصوب . وأتت مجرورة في المثال الثالث لأجل أن المؤكد مجرور . وتعرب في المثال الأول : توكيدا معنويا مرفوعا بالضمة الظاهرة . و ( الهاء ) ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . وفي المثال الثاني تعرب : توكيدا معنويا منصوبا بالفتحة الظاهرة . و ( الهاء ) ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . وتعرب في المثال الثالث : توكيدا معنويا مجرورا بالكسرة الظاهرة . و ( الهاء ) ضمير مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه . ثم قال المصنف عفا الله عنه : النوع العاشر : 《 البدل 》 وفيه ثلاث مسائل : المسالة الأولى : ما هو البدل ؟ البدل هو : تابع مُمَهَّدٌ له بذكر كلمةٍ قبلَهُ غيرِ مقصودةٍ لِذاتها . تقول مثلا : ( الفاروقُ عمرُ عادلٌ ) فهنا كلمة : ( عمر ) بدل . لماذا ؟ لأجل أنه جيء قبلها بكلمة مهَّدَتْ لها وهي : ( الفاروقُ ) و تقول مثلا : ( أكلتُ الطعامَ ثُلُثَهُ ) كلمة : ( ثلثه ) هنا بدل . لماذا ؟ لأجل أنه جيء قبلها بكلمة مهدت لها وهي : ( الطعام ) . المسألة الثانية : ما إعراب البدل ؟ قال : البدل يتبع المُبدَلَ منه في [ الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم ] فإن كان المبدلُ منه مرفوعا جاء البدل مرفوعا . وإذا كان المبدل منه منصوبا جاء البدل منصوبا . وإذا كان المبدل منه مجرورا جاء البدل مجرورا . وإذا كان المبدل منه مجزوما جاء البدل مجزوما . تقول مثلا : جاء الأميرُ زيدٌ . ورأيتُ الأميرَ زيدًا . وسلمتُ على الأميرِ زيدٍ . فهنا إذا تأملت كلمة : ( زيد ) في الأمثلة الثلاثة وجدتها مرة مرفوعة ومرة منصوبة ومرة مجرورة . لماذا ؟ لأجل أن المبدل منه : في المثال الأول مرفوع لذلك أتت مرفوعة . وفي المثال الثاني منصوب لذلك أتت منصوبة . وفي المثال الثالث مجرور لذلك أتت مجرورة . ومن ذلك أيضا قولك : ( مَنْ يَشكُرْ رَبَّهُ يَسْجُدْ لَهُ يَفُزْ ) فكلمة : ( يَفُزْ ) هذه بدل . والمبدل منه هنا ( يَسْجُدْ ) . فهنا أتى البدل وهو : ( يفز ) مجزوما .. لأجل أن المبدل منه وهو : ( يسجد ) مجزوم . المسألة الثالثة : ينقسم البدل أربعة أقسام وضح ذلك ، مع ذكر أمثلة على ما تقول : قال : ينقسم البدل أربعة أقسام وهي : القسم الأول : بدل الكل من الكل : أن يكون البدل مطابقا للمبدل منه . مثال : جاءني محمدٌ أخوك . و تكلمَ الخليفةُ عمرُ . فهنا البدل كل من الكل : محمد هو أخوك .. و أخوك هو محمد . عمر هو الخليفة .. والخليفة هو عمر . فهذا يسمى ببدل الكل من الكل أو البدل المطابق . القسم الثاني : بدل البعض من الكل . أي يكون البدل جزءًا من المبدل منه . وهنا يجب في هذا البدل أن يضاف إلى ضمير عائد إلى المبدل منه . مثال : تحدثتُ مع الطلابِ نصفِهِمْ . و نظفتُ البيتَ بابَهُ . فهنا البدل يسمى : بدل البعض من الكل أو الجزء من الكل . لأن النصف جزء من الطلاب والباب جزء من البيت لذلك يسمى : ببدل البعض من الكل . أما القسم الثالث فهو : بدل الاشتمال . أي يربط البدل والمبدل منه رابط غير الجزئية والكلية . ويجب في هذا البدل أن يضاف إلى ضمير عائد إلى المبدل منه . تقول مثلا : أكرمتُ زيدًا ولدَهُ . ونفعني زيدٌ علمُهُ . فهنا إذا تأملت الكلمتين : ( ولدَهُ ) ( وعلمُهُ ) وجدت كل واحدة منهما يربط بينها وبين المبدل منه رابط . وهذا الرابط غير الجزئية والكلية . وأضيف إلى البدل ضمير ( الهاء ) و هذا يعود إلى المبدل منه : ( زيد ) . لذلك يسمى : بدل اشتمال . القسم الرابع : بدل الغلط . أي يذكر المتكلم كلمة غلطا ثم يذكر المراد . كأن يقول : رأيتُ زيدًا الكتابَ . وجلسَ قامَ زيدٌ . فهنا كلمة : ( الكتاب ) و كلمة : ( قام ) بدل غلط . لأن المتكلم أراد في المثال الأول أن يقول ( رأيت الكتاب ) فأخطأ وقال : ( زيدا ) ثم قال : ( الكتاب ) كذلك في المثال الثاني أراد المتكلم أن يقول :( قام زيد ) فأخطأ وقال ( جلس ) ثم قال : ( قام زيد ) هنا فائدة : هذه الأنواع الأربعة التي ذكرتها في هذا الدرس وهي : النعت . والعطف . والتوكيد . والبدل . تسمى بالتوابع . وهي ما تتبع ما قبلها في الإعراب : رفعا ، ونصبا ، وجرا . إذن نستطيع أن نلخص درس البدل في ثلاثة أمور : الأول : تعريفه . وهو تابع ممهد له بذكر كلمة قبله غير مقصودة لذاتها . أما أقسامه : فالبدل أربعة أقسام : بدل الكل من الكل . وبدل البعض من الكل . وبدل الاشتمال . وبدل الغلط . وأما إعرابه : فالبدل يتبع المبدل منه في : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم أسئــلة الــدرس الســؤال الأول : ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة بحيث تكون ( نعتا ) واضبطه بالشكل : المجتهد . مثمرة . العاملون . الســـؤال الثــاني : ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملتين بحيث تكون في إحداهما معطوفة وفي الأخرى معطوفا عليه المجتهد . سعداء . الصالح . الســــؤال الثــالث :ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة بحيث تكون ( توكيدا ) ثم اضبطها بالشكل : العالم . الفائز . نفسه . سكت . عينه . الســـؤال الرابـــع : ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة بحيث تكون ( بدلا ) ثم اضبطها بالشكل : الإمام . الفتاة . أخوك . القلم . الســـؤال الخــامس : أعرب الجمل الآتية : الأولى : البنت المهذبة محبوبة . الثانية : إن العلم النافع مثمر . الثالثة : ما ذاكرت الفقه لكن العقيدة . الرابعة : قام الأستاذ ثم الطالب . الخامسة : رأيت السلطان نفسه . السادسة : سكت صمت الطلاب . السابعة : بعت الشجرة ثمرتها . الثامنة : كانت أم المؤمنين عائشة حجة في الحديث . نكتفي بهذا القدر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |
|
|